أفتتح صباح يوم الأحد الدكتور/ السيد القاضي - رئيس جامعة بنها مؤتمراً عن التربية المدنية وبناء الإنسان المعاصر الذي تنظمه كلية التربية بالجامعة ويناقش في جلساته الثلاث عدة محاور أهمها محور علم النفس التربوي والصحة النفسية والإدارة التربوية والإعلام التربوي، وتفعيل دور المدرسة في تعزيز المواطنة وأهمية التربية المدنية في تشكيل الوعي السياسي للمواطن المصري في عصر العولمة، وبحضور الدكتور/ جمال إسماعيل - نائب رئيس الجامعه لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والدكتور/ هشام أبوالعينين - نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وعدداً من خبراء وأساتذة كليات التربية والمسئولين بوزارة التربية والتعليم وعدداً من ممثلي الجامعات المصرية.
حيث أكد الدكتور/ إبراهيم فودة - عميد الكلية ورئيس المؤتمر علي أن هذا المؤتمر يعقد في وقت بالغ الأهمية، تسعي الدولة فيه إلي تطوير منظومة التعليم بمختلف مراحله وتطوير أداء المعلم واكسابه مزيد من الخبرات بإعتباره عماد العملية التعليمية وأشار إلي أن التربية المدنية يعد مطلباً أساسي في الوقت المعاصر وذلك لترسيخ قيم المواطنة لذلك سعت الكلية إلي عقد موتمرها الأول من أجل المحاولة للبحث عن حلول للمشكلات التعليمية والنهوض بالعملية التعليمية في مصر. ومن جانبه أكد الدكتور/ السيد القاضي - رئيس جامعة بنها علي أن جامعة بنها من الجامعات الحكومية المصرية التي لها بصمتها الواضحة، والتي تسطر سطوراً من نور في تاريخ التعليم المصري، مضيفاً أن التعليم المصري رغم وجود سلبيات به ورغم أن المخرجات التعليمية ليست علي المستوي المطلوب ولكنه ليس بالسوء الذي يروده البعض. وتابع القاضي حديثه: البعض منا لايجيد سياسة الإختلاف مع بعضنا البعض، وعدم القدرة علي سماع آراء الغير، موضحاً أنه يجب الأخذ بالأدلة حتي نصل إلي القرار والعمل به وبعد اتخاذ القرار بديمقراطية يجب أن ننصاغ جميعاً لهذا القرار سواء مؤيدين أو معارضين. وأضاف أن أي مسئول يتخذ قرار لا يمكن أن يكون هذا القرار في صالح الجميع فأي تشريع له مستفيدين وهم أنصار لهذا التشريع وأخرين يقللون من فوائد هذا التشريع، ولكن يجب أن نتعلم جميعاً شيئاً واحداً وهو صالح الوطن، وأن أي استثناءات وإن كانت لصالحك اليوم فغداً ستكون عبء عليك وعلي أولادك. وشدد رئيس الجامعة علي أهمية أن نعلم أولادنا معني القيم والشرف والأخلاق فهم تاج علي رؤوس الجميع، مشيراً إلي أن المدرسة ليست فقط للعلم بل للتربية ايضاً وتعلم الإلتزام ومهارات التواصل والتعامل مع الأخرين واكتساب خبرات متعددة وقيم تربوية، موضحاً أن تحصيل العلم بالدروس الخصوصية ينتج انسان لا يجيد التعامل مع الأخرين. وقال القاضي: أن من مهام القيم المدنية هو إعداد مواطن صالح قادر علي التعامل مع الأخرين، مطالباً أن تكون مواقع التواصل الإجتماعي للتعبير عن الرأي بحيادية ودون تجريح أو استخدام ألفاظ غير مقبولة، وتعليم أولادنا حب وتقدير مؤسسات الدولة وأهمية الحفاظ عليهم. وطالب القاضي خلال المؤتمر بإشراك الطلاب داخل المدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة في كافة الأنشطه داخلها من تعليم ونظافة وصيانة وأمن، حتي يشعروا بالمسئولية تجاه مؤسساتهم التعليمية، موضحاً أن هذه التجربة تم تطبيقها بنجاح في كلية هندسة شبرا منذ أن كان عميداً لها، وأنه جاري تعميم هذه التجربة علي مستوي جامعة بنها. وأضاف أن مصر تمر بضائقة يجب العبور منها بالعمل والتعاون بين كافة أطياف المجتمع والبعد عن الإستغلال والجشع، مطالباً الهيئات التنفيذية بأداء دورها بجدية في الرقابة علي السلع وعدم السماح بإستغلال المواطنين نتيجة لبيع سلعه أو تقديم خدمة. فيما أوضح الدكتور/ جمال إسماعيل علي ضرورة غرس قيم التسامح والعمل بين الطلاب في المدارس بهدف النهوض بالمجتمع. وأشار الدكتور/ هشام أبوالعينين في كلمته إلي أهمية موضوع المؤتمر في إسترجاع منظومة القيم التعليمية، حيث شب الجيل الحالي تحت مظلة التربية والتعليم، فلما فرطنا في منظومة التربية تفشت الظواهر السلبية مثل الغش الجماعي وعنف الطلاب ضد معلميهم، مما أدي بالتبعية إلي تدهور منظومة التعليم، وطالب القائمين علي المؤتمر بالخروج بتوصيات عملية لإعادة المنظومة التعليمية والأخلاقية إلي سابق عهدها.